سفيرا السكري في الجليل
أقيمت سفيرا السكري في الجليل على اسم راسل بيري – كلية الطب على اسم عزرئيلي التابعة لجامعة بار-ايلان، في أعقاب انتشار مرض السكري وازدياد حالات الوفاه الناتجه من تفاقم المرض في منطقة الشمال.
سفيرا هي مؤسسة بحثية عملية متعددة المجالات تشمل البيولوجيا، الطب، المجتمع، والنفس، وكل هذا من اجل التعامل مع تحديات مرض السكري في منطقة الجليل.
من اهداف سفيرا، التأثير على معطيات السكري في المنطقة بواسطة تقليص الفجوات بين الفئات السكانية في الدولة، بالمقارنة مع المعدل العام القطري لمرض السكري، وعن طريق تطوير طرق واليات عمل لمعالجة المرض والتي من شأنها المساهمة الإيجابية للصحة الجماهيرية لفئات سكانية مجتمعية متنوعة في انحاء العالم.
يبلغ عدد مرضى السكّري في العالم نحو 450 مليون مريض، 600 ألف من بينهم يسكنون في إسرائيل، ويقدّر أنّه بحلول عام 2040، سيرتفع عدد المرضى لـ 650 مليون في العالم، ولـمليون مريض في إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، يوجد في إسرائيل تقريبًا نحو مليون شخص في مرحلة ما قبل السكّري، ويصاب %6 منهم سنويًا بهذا المرض.
عدد مرضى السكّري في منطقة الجليل هو الأعلى من بين جميع المناطق الجغرافيّة في إسرائيل قياسًا بالمعدّل القطريّ، وقد وصل إلى مستويات مقلقة.
في إسرائيل، فقط %10 من مرضى السكّري غير متوازنين، وهذا المعطى جيّد مقارنةً بأماكن أخرى في العالم. ولكن في شمال البلاد، وتحديدًا في منطقة الجليل، فإنّ %15 من المتعالجين غير متوازنين، وهذه فجوة عميقة. عدم التوازن هذا ينطوي على مضاعفات خطيرة، مثل العمى، بتر الأطراف والفشل الكلويّ. يشهد لواء الشمال أعلى معدّلات الإصابة بمرض السكّري والوفاة الناتجة عن السكّري. هناك 66 حالة إصابة بمرض السكّري لكل 1000 شخص.
أقيمت سفيرا السكّري في الجليل على اسم راسل بيري في كلية الـطب في جامعة بار إيلان في صفد عام 2021 بُغية تقليص فجوة الإصابة بمرض السكّري والسمنة في منطقة الجليل.
تمثّل السفيرا (الكرة) بشكلها الهندسيّ مبدأ التكامل والشموليّة، وبالإنجليزيّة، فإنّ كلمة SHPERE هي اختصار لما يلي:
SPHERE – Social Precision-medicine Health Equity Research Endeavour
التوجّه الذي ترتكز عليها مبادرة سفيرا يدمج بين المجتمع والطب في تطوير واستخدام نماذج مبتكرة لتحسين صحة المجتمعات المحليّة في الضواحي الإجتماعيّة والجغرافيّة.
لمبادرة سفيرا ثلاثة أهداف رئيسيّة:
- انخفاض نسبة المتعالجين الذين ينتقلون من مرحلة ما قبل السكّري إلى مرحلة السكّري بـ %30
- انخفاض العدد النسبيّ للمتعالجين، سكان الشمال، الذين يعانون من السكّري غير المتوازن
- انخفاض نسبة سكان الجليل الذين يعانون من السمنة الزائدة
النموذج المميّز الذي طوّرته مبادرة سفيرا قائم على توجّه منظّمة الصحة العالميّة، وبموجبه، فإنّ العوامل الاجتماعيّة تؤثّر على صحة الإنسان بنسبة %80، بينما يقتصر تأثير مُنالية وجَودة الخدمات الصحيّة على صحّة الإنسان على %20 فقط. لذلك، فإنّ نموذج التدخّل المميّز في مبادرة سفيرا قائم على التعاون مع السلطات المحليّة من ناحية، ومع الجهاز الصحيّ من ناحية أخرى، وذلك لإنشاء نظام متشابك يضم جهات مختلفة في مكان سكن الأشخاص.
لتعميم النموذج، أقامت مبادرة سفيرا شراكات خاصّة مع صناديق المرضى والمشافي في منطقة الجليل ومع سلطات محليّة، جمعيّات أهليّة، قادة دينيّين وشخصيات أخرى من المؤسّسات الأكاديميّة وقطاع الصناعة.
ما هي العوامل التي تؤثّر على الصحة؟
%40 متغيّرات إجتماعيّة – إقتصاديّة
%10 متغيّرات ماديّة
%30 متغيّرات سلوكيّة
%20 جهاز الصحة
%80 عوامل إجتماعيّة تؤثّر على الصحة
لتحقيق التغيير المنشود، يُطبّق نموذج سفيرا في أربعة مجالات في نفس الوقت:
الوقاية، التوازن، العلاج والتعافي
وقاية – إستراتيجيّات جديدة للوقاية من مرض السكّري لدى المجموعات المُعرّضة لخطر الإصابة بالمرض
التوازن – إستراتيجيّات جديدة لتحسين إدارة الحالات السريريّة والحد من مضاعفات مرض السكّري
العلاج – نماذج علاجية جديدة ملائمة للأنظمة العلاجيّة ومُدمجة في المجتمعات المحليّة من أجل العرض والتعميم الاستباقيّ لأساليب العمل الموصى بها لعلاج السكّري
التعافي – بحث أساسيّ وسريريّ في مجاليّ السكّري والسّمنة
تحظى مجالات النشاط الأربعة هذه بدعم مركز سفيرا التوعويّ
تقود سفيرا حاليًا 60 مشروعًا رياديًّا في المجالات الأربعة بالتعاون مع شريكين رئيسيّين:
- جهاز الصحّة (صناديق المرضى والمشافي في المنطقة)
- السلطات المحليّة
أنشـطة سفيرا مع السلطات المحليّة:
نموذج التدخّل المميّز على المستوى البلديّ يجعل من الحكم المحليّ محرّكًا للتغيير في مجال الصحة. نموذج “المحرّك البلديّ لصحة المجتمع (MESH)” يستقـطب السلـطات المحليّة للمشاركة في السيرورة من خلال عرض الآثار الاقتصاديّة لهذا المرض على ميزانية السلـطة المحليّة، إلى جانب أهمية الحفاظ على صحة السكان. في البلدات التي ترافقها سفيرا، أقيمت في السـلـطات المحليّة وحدات صحّة الجمهور. ترافق سفيرا وحدات صحّة الجمهور بواسـطة حقيبة الأدوات الخاصّة التي طوّرتها وبواسـطة إجراء مسح لمنظومة متشابكة من الشركاء المحتملين والتي من شأنها تقليص الفجوات الصحيّة القائمة. وبذلك، تتضّح في السلـطة المحليّة صورة كاملة ومحدّثة للسياسات القائمة في مجال الصحة والخـطط المشتقة منها. تقوم وحدات صحّة الجمهور، بدعم من سفيرا، بالدمج بين البيانات المتساوقة، التي تقدّمها السـلـطات المحليّة والبيانات المتعلقة بمعدّلات الإصابة بالمرض، التي يقدّمها الجهاز الصحيّ.
سيرورة العمل هذه تمكّن السلـطات المحليّة والجهاز الصحيّ أيضًا على اتخاذ قرارات قائمة على المكان لتحسين النتائج المتعلّقة بصحة السكان.
الإستنتاجات المستخلصة من المسح تُترجم إلى خـطط إستراتيجيّة خُماسيّة، تجمع لأول مرة بين السياسات، الأنشطة والنتائج الصحيّة لتحقيق تغيير ميداني مُستدام وقابل للقياس.
بدأت سفيرا طريقها بمشروع تجريبيّ في خمس مدن: الناصرة، نوف هجليل، شفاعمرو، سخنين وصفد. في السنة الماضية، وبالتعاون مع وزارة الصحة، إتّسع نـطاق النشاط ليشمل 17 بلدة في المجتمع العربيّ في إطار القرار الحكوميّ 550 لتقليص الفجوات الصحيّة في المجتمع العربي. حتى نهاية عام 2024، من المتوقّع أن تعمل سفيرا مع 25 سلـطات محليّة. نموذج التدخّل في سفيرا يؤثّر على أكثر من 600,000 نسمة، ومن المتوقّع أن يتّسع نـطاقه مستقبلًا.
أنشـطة سفيرا مع جهاز الصحة:
في تعاونها مع الجهاز الصحيّ، تعمل سفيرا على تخـطيط وتـطبيق نماذج تدخّل لتحسين جودة ومُنالية العلاج، إلى جانب وضع بنية تحتيّة مشتركة بالتعاون مع خدمات الصحة الجماهيريّة:
فيما يلي جزء من المشاريع الرئيسيّة التي تقودها سفيرا بالتعاون مع شركائها في جهاز الصحة:
- مشروع مرحلة ما قبل السكّري – مسح الوضع السريري للأشخاص في مرحلة ما قبل السكّري في المدن المشاركة في المشروع التجريبي في سفيرا، ووضع خـطط تدخّل وتنفيذها بالتعاون مع صندوق المرضى مكابي.
- خـطة تدخّل لتقديم علاج دوائي ملائم لمرضى السكّري.
- وضع آليّة المنح الصغيرة للتمويل المشترك لباحثي جامعة بار إيلان وجهاز الصحة.
- إقامة 6 عيادات لعلاج السمنة الزائدة، بالتعاون مع صناديق المرضى في منـطقة الجليل.
- إقامة البنك الحيويّ في الشمال بالتعاون مع المشافي وبمرافقة البرنامج الوطني ميدغام.
مشاريع مشتركة:
إلى جانب تـطوير وتنفيذ برامج التدخّل مع كلّ من الشركاء الرئيسيّين، تنفذ سفيرا مشاريع تكامليّة تدمج في نشاطها بين جهاز الصحة والسلـطات المحليّة لتحقيق تغيير ريادي.
فيما يلي بعض النماذج الرياديّة لمشاريع مشتركة:
- مختبر متنقّل لتلبية إحتياج مرضى السكّري لإجراء فحوصات سنويّة – التعاون الخاصّ بين سفيرا، السلـطة المحليّة وصناديق المرضى يمكّن المختبر المتنقّل من الوصول إلى الأحياء التي يسكنها المتعالجون.
- منصّة للوصفة المجتمعيّة – منصّة رقميّة تتيح المجال للخدمات الصحيّة لإقتراح حلول على المتعالجين في بلداتهم بخصوص النشاط البدني أو التغذية الصحيّة.
بالإضافة إلى أنشـطة سفيرا العديدة لتقليص الفجوات القائمة في السكّري والسمنة في مجالات النشاط الأربعة: الوقاية، التوازن، العلاج والتعافي، يسعى مركز سفيرا التوعويّ لتزويد الـطواقم الـطبيّة بالأدوات اللازمة بواسطة تـطوير برامج، مثل: مدرسة السكّري، مدرسة السمنة الزائدة، دورة تأهيل خاصة لرجال الدين عن الوقاية من السكّري والسمنة، تطوير خـطة تأهيل خاصّة لمديري وحدات الصحة في الحكم المحليّ.
سفيرا هي الجسم الأكبر في البلاد لتقديم منح بحثيّة في مجاليْ السكّري والسمنة. ومنذ إقامتها، قدّمت سفيرا نحو 30 منحة لباحثين وباحثات. الأبحاث التي تُجرى بدعم من سفيرا تتمحور حول مجالات مختلفة، من بينها: الجينات المسؤولة عن الإصابة بمرض السكّري- النوع الأول، أدوية السكّري الجديدة، سكّري الحمل، الميكروبات المتعايشة مع الانسان وإصابة الأعضاء المستهدفة.